الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

آراء الأجانب حول الأزمة الأمريكية و (أهم المعلومات عن ليمان برازر)


واجه النظام المالي الأمريكي المضطرب أزمة لم يسبق لها مثيل أمس الإثنين حيث أعلن بنك ليمان براذرز إفلاسه، بينما تقدم بنك أوف أمريكا بشراء بنك ميريل لينش المتعثر، في الوقت الذي أعلن فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي" للمرة الأولى أنه سيقبل تقديم قروض نقدية مقابل أسهم.

وحول هذه الأزمة كانت هذه الآراء لعدد من الاقتصاديين، والمحللين الأجانب :

جرينسبان وماركو أنونزياتا: الأزمة المالية الراهنة الأخطر منذ زمن بعيد

اعتبر آلان جرينسبان الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الامريكي في تصريح للمحطة تلفزيون إيه. بي. سي ان الازمة المالية الراهنة هي الاخطر منذ 50 عاما وعلى الأرجح منذ قرن، موضحا ان حل هذه المشكلة ما زال بعيدا .وقال جرينسبان في مقابلة مع المحطة التلفزيونية أمس الأول "من الضروري ان نعترف بأنها حدث يحصل مرة كل خمسين عاما، وعلى الارجح مرة كل قرن".

وأضاف جرينسبان الرئيس اللامع للبنك المركزي الامريكي طوال 19 عاما (حتى 2006) “لا شك في اني لم اواجه امرا مماثلا وهو لم ينته بعد والازمة ستستغرق مزيدا من الوقت” .

واعتبر جرينسبان ان القسوة الاستثنائية للازمة المالية ستؤدي الى انهيار عدد كبير من المؤسسات المالية الكبيرة، فيما كانت واشنطن تسعى الاحد الى انقاذ مصرف الاعمال ليمان براذرز من الافلاس . وقال “بالتأكيد، يفترض الا نسعى الى حماية كل المؤسسات المالية الكبرى” .

واضاف ان افلاس مصرف كبير “ليس مشكلة في حد ذاته . وكل شيء رهن بطريقة ادارة المسألة وكيف ستتم التصفية” .

واعتبر جرينسبان ان الحكومة الفدرالية “لا يمكنها ان تضع شبكة امان فوق كل الشركات المالية التي تتعرض للافلاس”، ملاحظا ان الجهود التي تبذلها السلطات حول الوضع في ليمان براذرز، تقضي بايجاد حل من دون الاستعانة بالاموال العامة .

وفسر جرينسبان الميل التدخلي غير المألوف للسلطات العامة في الولايات المتحدة، حيث الحرية الاقتصادية هي المعيار، بالعولمة المتسارعة في السنوات العشر الاخيرة .

وقال "لم نشهد ابدا هذه الدرجة الكبيرة من تشابك المصالح على الصعيد العالمي" .

ولاحظ جرينسبان عناصر ايجابية تقلل جزئيا من تأثير الازمة المالية في النشاط الاقتصادي . واورد مثالا التراجع الكبير لاسعار النفط والمواد الغذائية التي تتيح تراجع التضخم على المدى القصير على الاقل .وأضاف “سأكون سعيدا جدا اذا كانت هذه العوامل تكفي لتثبيت هذه الازمة لكني لا اراهن بمالي على ذلك” .

وشاركه في الرأي ماركو أنونزياتا، وهو كبير الاقتصاديين لدى بنك يوني كريدي UniCredit، الذي قال إن وزارة المالية الأمريكية ارتكبت مقامرة هائلة حين تركت بنك ليمان ينهار. وقال: "يواجه النظام المالي الآن تحدياً لم يسبق له مثيل، وهو امتصاص صدمة انهيار إحدى شركات الوساطة المالية الكبرى".

"فإذا نجحت المقامرة فإن هذا من شأنه أن يعزز بصورة لا يستهان بها من الآمال التي ترجو أن يتمكن النظام المالي من حل مشكلاته والنهوض بنفسه من هذه الأزمة التي زادت على العام، ولكن المخاطرة هائلة".

برنانكي: الفشل في إنقاذ ليمان برازار سيتسسب في صدمة كبيرة للأسواق العالمية

وأشار رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بن برنانكي إلى ان “الاجراءات التي نعلنها الان إضافة إلى الالتزامات الكبرى للقطاع الخاص (التي اعلنتها مجموعة من عشرة مصارف كبرى) تم اعتمادها بهدف التخفيف من المخاطر المحتملة وتقلبات الاسواق” . وبعد نهاية اسبوع من مفاوضات مكثفة، فشلت السلطات العامة الأمريكية في ايجاد الجهة التي يمكن ان تشتري مصرف “ليمان” الذي ستجري تصفيته على الأرجح . وقد تكون الصدمة من وراء ذلك كبيرة في الاسواق العالمية .

وقال برنانكي في بيان انه على “اتصال وثيق مع جهات أمريكية وأجنبية تنشط في مجال تسوية مثل هذه المشاكل ومع سلطات الرقابة والمصارف المركزية للاشراف على معلومات حول وضع الاسواق المالية والشركات في العالم وتقاسمها” .

بيتر ديكسون: الساحة المالية تغيرت على نحو لا رجعة فيه

قال بيتر ديكسون، وهو اقتصادي لدى بنك التجارة Commerzbank: "هناك إحساس سائد اليوم بأن الساحة المالية تغيرت على نحو لا رجعة فيه".

وأضاف ديكسون إنه على المدى القريب كانت هناك مخاوف واضحة من أن الفروق بين أسعار الفائدة الرسمية والفوائد على سندات الشركات في أسواق المال يمكن أن ترتفع في الوقت الذي تكنز فيه المؤسسات المالية السيولة من جديد.

وقال: "إن المخاطر من الأطراف التعاقدية المقابلة (أي مبالغ التأمين ضد العجز عن السداد) ستكون بالدرجة الأولى الموضوع الرئيس خلال الأسابيع المقبلة."

تفاصيل انهيار ليمان برازر

وانهار بنك ليمان تحت وطأة الأصول عالية المخاطر المرتبطة بشكل أساسي بالعقارات التي تساوي الآن جزءا صغيرا من أسعارها الأصلية بسبب أزمة الائتمان التي نجمت عن أزمة قطاع المساكن في الولايات المتحدة.

ووفقا للأوراق التي تقدم بها بنك ليمان للمحكمة لطلب حمايته من الدائنين فقد بلغ إجمالي أصوله 639 مليار دولار حتى 31 أيار (مايو) بينما وصل إجمالي ديون البنك حتى ذلك التاريخ إلى 613 مليار دولار.

ووافق بنك أوف أميركا على دفع 0.8595 سهم من أسهمه العادية مقابل كل سهم في بنك ميريل لينش. ويعادل السعر 1.8 مرة القيمة الدفترية الحقيقية المعلنة للسهم.

وبموجب الصفقة يشتري البنك ما قيمته نحو 44 مليار دولار من الأسهم العادية لـ"ميريل لينش" إضافة إلى ستة مليارات دولار من عقود الخيارات والأوراق المالية القابلة للتحويل إلى أسهم عادية.

ويمثل السعر الذي يبلغ نحو 29 دولارا للسهم علاوة سعرية بنسبة 70 في المائة فوق سعر سهم "ميريل" يوم الجمعة رغم أن أسهم "ميريل" كانت تبلغ 50 دولارا للسهم في أيار (مايو) وأكثر من 90 دولارا في أوائل كانون الثاني (يناير) 2007 ، إلا أن سعره في مساء الجمعة الماضية وصل إلى 3.65 دولار.

وقال جيمس المان المدير في صندوق سيكليف كابيتال للتحوط إن الصفقة تعزز مركز بنك أوف أميركا في ثلاثة مجالات للعمل المصرفي كان ضعيفا فيها.

وأضاف "الآن أصبح لدى بنك أوف أميركا واحدة من أفضل وأكبر شركات السمسرة في مجال التجزئة في البلاد وواحدا من أكبر البنوك الاستثمارية في العالم وحصة كبيرة في واحد من أفضل البنوك التي تدير الاستثمارات في العالم".

وقال بيتر كيني عضو مجلس الإدارة المنتدب في نايت إيكويتي ماركتس في جيرسي سيتي "النظام المالي الأمريكي بدأ يكتشف أن الأرضية التي تقف عليها أساساته تتحرك كما لم يحدث أبدا من قبل. إنه عالم مالي جديد على شفا عملية إعادة تنظيم شاملة".

وسيصبح بنك ليمان أشهر حالة لإشهار الإفلاس في "وول ستريت" منذ انهيار مؤسسة دركسل برنام لامبرت المتخصصة في السندات عالية المخاطر في عام 1990 .

وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للمعاملات الآجلة في الأسهم 3.6 في المائة بعد أن أعلن بنك ليمان أنه سيتقدم بطلب لحمايته من الدائنين.

وتشير الأحداث إلى تحول جذري في هيكل السلطة في "وول ستريت" حيث تصبح مجموعات مصرفية كبرى مثل بنك أوف أميركا كورب أكثر هيمنة على الساحة.

ومع غياب "ليمان" و"ميريل" عن الصورة تكون ثلاثة من كبار البنوك الاستثمارية الأمريكية قد خرجت بالفعل من الساحة خلال ستة أشهر حيث اشتري بنك جيه. بي. مورجان بنك بير ستيرنز المتعثر في آذار (مارس) الماضي.

وكانت الأنظار تتركز منذ الأحد الماضي على المحادثات بين السلطات التنظيمية وكبار المصرفيين في "وول ستريت" لمعرفة ما إذا كانت ستسفر عن بيع بنك ليمان الذي كان حتى وقت قريب رابع أكبر بنك استثماري أمريكي.

وتعثرت هذه المحادثات عندما قال بنك باركليز البريطاني الذي بدا أنه يتصدر المحادثات بشأن بنك ليمان إنه انسحب من المزايدة على شراء البنك المتعثر.

وأثار هذا التوقعات بأن البنك الاستثماري في طريقه لإشهار إفلاسه وأدت إلى عقد جلسة تعامل طارئة ونادرة لتمكين المتعاملين في "وول ستريت" في سوق عقود المشتقات التي يبلغ حجمها 455 تريليون دولار من تقليص محافظهم من أسهم "ليمان" وأوراقه المالية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن مجموعة "إيه.إي.جي" التي كانت يوما ما أكبر شركة تأمين في العالم تسعى للحصول من مجلس الاحتياطي على تمويل قصير الأجل حجمه 40 مليار دولار.

وجاءت تطورات الأحد بمثابة ضربة قوية لسوق الوظائف المالية التي تعاني بالفعل. وقالت شركات توظيف ومستشارون إن سوق الوظائف الأمريكية المتخمة بالكفاءات العالية التي فقدت أكثر من 100 ألف وظيفة في القطاع المالي هذا العام يجب أن تتأهب الآن لخسارة 50 ألف وظيفة أخرى.

بعد ليمان وميريل لينش البنوك المنهارة تصل لـ 13 بنكا

وكانت أنباء قد تواردت عن أن عدد البنوك الأمريكية التي أعلنت إفلاسها منذ بداية العام 2008 قد وصل 11 بنكا وذلك قبل الإعلان عن ميريل لينش وليمان براذار،حيث جاء في جريدة الرياض السعودية الأسبوع الماضي أن بنكين أمريكيين أغلقا أبوابهما خلال أسبوع واحد وذلك نتيجة تدهور الإقتصاد الذي تمر به الولايات المتحدة.

وبالتالي يصبح عدد البنوك التي أقفلت منذ بداية العام الحالي قد وصل إلى أحد عشر بنكا، ففي ولاية جورجيا أغلق أحد أكبر بنوك في الولاية الذي كان رأس ماله 1.1مليار دولار وبلغ عدد الودائع فيه 974مليون دولار وقد سارعت الحكومة الفيدرالية بالسيطرة على البنك في محاولة منها تخفيف الأضرار التي قد تنجم عن هذا الإفلاس.

وكما هو معروف فإن الحكومة الفيدرالية تضمن كل حساب تصل قيمته إلى مائة الف دولار أو أول مائة ألف دولار من الحساب.

أما البنك الثاني الذي اغلق أبوابه في الأسبوع الماضي فهو "سيلفر ستيت بانك" في ولاية نافدا. وتبلغ قيمة رأس مال هذا البنك 2مليار دولار وقيمة الودائع فيه تصل إلى 1.7مليار دولار. وأحد مديري هذا البنك هو نجل المرشح الجمهوري وأسمه أندرو ماكين. وقد قررت الحكومة الفيدرالية السيطرة على رأس المال ووضعه في بنك ولاية نافدا وفتح البنك أبوابه يوم الاثنين 2008/9/8 للعملاء الذين أودعوا أموالهم في البنك الذي أفلس نتيجة القروض التي منحها وذلك تمشيا مع القانون الفيدرالي الذي يحمي الودائع بمعدل مائة الف دولار لكل حساب.

ليمان برازر الذي أحدث القلاقل حول العالم في سطور

“ليمان براذرز” الذي أعلن أمس انه سيعلن افلاسه، اسم مشهور في عالم المال على الصعيد الدولي، الا انه اصبح مع تكرار مشاريع اعادة الهيكلة، اصغر مصرف للاعمال في وول ستريت .

الانشطة: موزعة الى ثلاثة فروع: الاسواق المالية وبنك الاستثمار وإدارة الاصول مع فرع "نوبرجر برمان" خصوصا . وهذا الفرع غير معني بالافلاس .

- النتائج: في الفصل الثالث من العام الحالي سجل ليمان 3.9 مليار دولار من الخسائر الصافية مقارنة مع ارباح "قياسية" من 4.2 مليار دولار مسجلة في العام 2007.

ومنذ بداية ازمة الرهن العقاري، اضطر البنك الى خفض قيمة حساباته الى 13.8 مليار دولار من الاصول .

- رأس المال : وجه البنك دعوة الى السوق في نيسان/ابريل الماضي طلب لزيادة رأسماله اربعة مليارات دولار ثم في حزيران/يونيو لزيادته الى ستة مليارات دولار.

- سعر البورصة : اسهمت الخسائر والشائعات في تراجع سعر سهمه في البورصة فلم يعد سعر السهم يساوي مساء الجمعة سوى 3.65 دولار مقابل سعره في شباط/فبراير 2007 وهو 83.30 دولار، وأكثر من 90 دولارا في أوائل كانون الثاني (يناير) 2007 .

- الرسملة : انهارت بنسبة 85% على مدى عام ولم تعد تتجاوز 5.5 مليار دولار، وهي على أي حال اعلى من رسملة "بير ستيرنز" عندما تم شراؤه في آذار/مارس بصورة عاجلة، وهذا يجعل من "ليمان برازر" اصغر مصارف الاستثمار في وول ستريت وراء “غولدمان ساكس” و”مورجان ستانلي” و”ميريل لينش” الذي سيشتريه “بنك اوف امريكا” .

- الادارة: ريتشارد فولد رئيس مجلس الادارة المدير العام منذ 1993 أقال كل من حوله وبقي متمسكا بمنصبه في حين ان عددا كبيرا من مديري مصارف تخلوا عن مناصبهم امام حجم الاضرار الناجمة عن ازمة الرهن العقاري .

- اصوله : في 1850 انشأ هنري ليمان الذي هاجر من المانيا، شركة “ليمان براذرز” مع شقيقيه ايمانويل وماير في مونتغومري في ألاباما (جنوب) قبل ان يستقروا في نيويورك في 1858 . وكانوا يقايضون القطن بالمال او البضائع .

- المقر : بعد ان تضرر بشكل كبير اثناء اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر ،2001 نقل المقر الى حي وول ستريت بالقرب من تايمز سكوير . ولمصرف “ليمان براذرز” ايضا مقران اقليميان في لندن وطوكيو .

- الطاقم : في نهاية شباط/فبراير ،2008 كان يعمل في البنك 28 الف موظف . وقد تم تسريح 1500 موظف خلال الاشهر الثلاثة الماضية . وهذه المعلومات حسب جريدة الخليج الاقتصادي الإماراتية نقلا عن وكالة (أ .ف .ب).

المصدر: مباشر

ليست هناك تعليقات: