السبت، 4 أكتوبر 2008

في قمة باريس: الدول الأوروبية الكبرى تلتزم بدعم مصارفها


ساركوزي يتوسط براون وميركل أثناء القمة

أكدت الدول الأوروبية الأربع الكبرى الأعضاء في مجموعة الثماني التزامها بدعم المؤسسات المالية المتعثرة، ودعت باقي دول المجموعة إلى قمة دولية في أسرع وقت ممكن لإعادة النظر في القواعد المالية بالدول الرأسمالية.
ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أثناء القمة المصغرة - التي عقدت في باريس لبحث الأزمة الاقتصادية - المفوضية الأوروبية لأن تظهر ليونة في تطبيق القواعد على صعيد المساعدة الرسمية للمؤسسات.
وبدأت القمة الأوروبية المصغرة لبحث الأزمة المالية العالمية السبت في باريس بمشاركة 4 من أعضاء مجموعة الثماني وسط خلاف حول السبيل لحل الأزمة.
فبينما دعت بريطانيا وصندوق النقد الدولي لإنشاء صندوق لدعم الهياكل الاقتصادية شددت ألمانيا على رفض الفكرة داعية للعمل على إعادة الثقة للاقتصاد دون اللجوء لوسيط مادي.
وجاء الإعداد للقمة بناءً على دعوة الرئيس الفرنسي للاجتماع بقادة الدول الأوروبية الأعضاء في مجموعة الثماني التي تضم ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان وروسيا، في محاولة لبلورة رد مشترك على الأزمة المالية التي يعانيها الاقتصاد العالمي.
ويحضر القمة بجانب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإيطالي سيلفيو برلوسكوني ورئيس الوزراء البريطاني جوردن براون.
وتسعى بريطانيا من مشاركتها في القمة - كما جاء على لسان رئيس وزرائها - إلى استصدار تأكيد من قادة الاتحاد الأوروبي المُجتمعين في باريس على أنهم لن يسمحوا بانهيار بنوك كُبرى في بلدانهم بسبب نقص السيولة.
ويأتي انعقاد القمة بعد ساعات من مطالبة مدير صندوق النقد الدولي دومينيك ستراوس كان قادة أوروبا بتتبنى نهجا منسقا حيال الأزمة المالية وألا تظهر أي من الدول بوادر تحركات أحادية.
وأكد في معرض حديثه أن الوضع الاقتصادي الدولي مقلق جدا وهو ما سيدفع الصندوق لنشر توقعات أقل للنمو الاقتصادي.
وشاركت بريطانيا صندوق النقد في دعوته، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون إن بلاده تريد من أوروبا التحرك لمساعدة الشركات الصغيرة على مواجهة أزمة الائتمان عن طريق صندوق قيمته 21.2 مليار دولار من بنك الاستثمار الأوروبي.
وذكرت مصادر حكومية أوروبية أن فرنسا طرحت فكرة صندوق إنقاذ قيمته 300 مليار يورو (416 مليار دولار) لكن باريس نفت وجود اقتراح كهذا.
وفي المقابل، صعدت ألمانيا معارضتها لفكرة إنشاء أي صندوق إنقاذ أوروبي طاريء للبنوك المتعثرة قبيل القمة، وهو ما أرجعه وزير الاقتصاد الألماني مايكل جلوس إلى أن خطة أوروبية طارئة من هذا النوع تشتت الانتباه عن المهمة الحقيقية وهي إعادة الثقة مجددا في الاقتصاد دون هياكل طارئة.
وطالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أثناء توجهها إلى الاجتماع الساسة بتحمل مسئولية ما آل إليه الاقتصاد من وضع بالغ الصعوبة، واستطردت قائلة إنه على المسئولين عن الأزمة المالية المساهمة في إيجاد حل لها.
وقال مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان الخميس أن القمة تسعى لبحث مساهمات الأعضاء الأوروبيين بمجموعة الثماني للاجتماعات التالية بشأن الأزمة المالية العالمية.
ووضع الإعلان الرسمي عن القمة نهاية للشكوك بشأن اجتماع دعت باريس إلى عقده وذلك بسبب الخلافات بين الحكومات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي بشأن الرد الملائم على أزمة الائتمان المتفاقمة.
ولقيت المساعي الأوروبية دعما من إقرار مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين خطة عاجلة لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي المتعثر مع مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2008.
(وكالات)

ليست هناك تعليقات: