الجمعة، 10 أكتوبر 2008

السبع" تتعهد بمحاربة الأزمة المالية

تعهد وزراء مالية الدول الصناعية السبع الكبرى باتخاذ الخطوات الكفيلة بمواجهة الازمة التي تعصف بالاقتصاد العالمي، وذلك بعد اسبوع من الخسائر الفادحة في اسواق الاسهم والاوراق المالية.

وقال وزراء الدول السبع إن دولهم "ستتخذ اجراءات حاسمة وتستخدم كل الادوات المتاحة" للتعامل مع الازمة، وذلك بعد اجتماع عقدوه في واشنطن.

وكانت الاسواق في آسيا واوروبا والولايات المتحدة قد سجلت خسائر كبيرة يوم الجمعة على خلفية مخاوف المستثمرين من كساد الاقتصاد العالمي، وذلك بالرغم من الخطوات التي اتخذت فعلا كخفض نسب اسعار الفائدة وقيام المصارف المركزية بضخ السيولة في الاسواق.

بيان وزراء مالية الدول الصناعية السبع

"تتفق الدول السبع اليوم على ان الوضع الراهن يتطلب اتخاذ اجراءات طارئة وغير عادية. نتعهد بمواصلة العمل سوية من اجل اعادة الاستقرار للاسواق المالية واستئناف عمليات الإقراض ودعم النمو الاقتصادي العالمي. لذا فقد قررنا:

ان نتخذ اجراءات حاسمة وان نستخدم كل الآليات المتاحة من اجل دعم المؤسسات المالية الحيوية ومنع انهيارها.

أن نتخذ كل الخطوات الضرورية الكفيلة بحلحلة اسواق المال والاقتراض وضمان حصول المصارف وغيرها من المؤسسات المالية على السيولة النقدية التي تحتاجها.

أن نضمن قدرة مصارفنا ومؤسساتنا على الحصول على رؤوس الاموال من المصادر العامة والخاصة بكميات كافية لاعادة الثقة بالاسواق، وللسماح لها بمواصلة الإقراض للاسر والشركات.

أن نضمن تمتع برامجنا الخاصة بضمان سلامة الودائع بالقوة الكافية لاشاعة جو من الثقة في اوساط المودعين الى سلامة ودائعهم.

أن نتصرف - عندما يكون ذلك مناسبا - لتفعيل الاسواق الثانوية للرهون العقارية وغيرها من القروض المضمونة.

إن هذه الاجراءات يجب ان تتخذ بطرق تحمي دافعي الضرائب وتتجنب ايقاع تأثيرات مضرة بالدول الاخرى. سنستخدم الادوات الاقتصادية العمومية التي بحوزتنا عند الحاجة وبالطرق المناسبة. ندعم بقوة الدور الحيوي الذي يقوم به صندوق النقد الدولي في مساعدة الدول التي تأثرت بهذه الازمة، وسنسرع في التطبيق الكامل لتوصيات منتدى الاستقرار المالي، كما نحن ملتزمون بالحاجة الماسة لاصلاح النظام المالي العالمي. سنعزز التعاون فيما بيننا، ونعمل مع الآخرين لتطبيق هذه الخطة.

وزراء مالية الدول السبع

وقال الرئيس الامريكي جورج بوش في كلمة وجهها للامريكيين الجمعة إن ادارته ستواصل العمل من اجل حل الازمة.

وتشهد العاصمة الامريكية - اضافة الى اجتماع الدول الصناعية السبع (الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا والمانيا وفرنسا وايطاليا وكندا) - اجتماعات ينظمها صندوق النقد الدولي هدفها تدارك الازمة.

ومن المقرر ايضا ان يجتمع زعماء دول منطقة اليورو في باريس يوم الاحد لذات الغرض.

هلع

وقال الرئيس بوش في كلمته التي وجهها للشعب الامريكي من حديقة البيت الابيض إن الفوضى والتذبذب التي تشهدها الاسواق يمكن ارجاعها الى "الخوف وعدم اليقين"، مضيفا ان السلطات الامريكية لديها استراتيجية شاملة واختيارا واسعا من الادوات والآليات تقوم باستخدامها بشكل "نشط" للتعامل مع الازمة.

ودافع بوش عن خطة الانقاذ ذات الـ 700 مليار دولار التي صدق عليها في الاسبوع الماضي قائلا إنها كافية لمعالجة ازمة الثقة التي تمنع المصارف من إقراض بعضها البعض، ولكنه اكد انها (اي الخطة) بحاجة الى الوقت لتؤتي ثمارها.

وقال الرئيس الامريكي إن ادارته تعمل بالتعاون مع غيرها من الحكومات من اجل اعادة الاستقرار الى الاسواق التي يسيطر عليها هلع المستثمرين.

ولكن كل هذه التطمينات لم تفلح في تهدئة قلق المستثمرين، إذ فقد مؤشر داو جونز في نيويورك خمس قيمته في الايام العشرة الاخيرة وهي اكبر خسارة اسبوعية يسجلها منذ تأسيسه قبل 112 عاما.

كما خسرت الاسواق في بريطانيا والمانيا وفرنسا ما بين 7 و9 في المئة من اقيامها عند الاقفال يوم الجمعة.

اما في الاسواق الآسيوية، فقد مني مؤشر نيكاي في طوكيو بأكبر خسارة يتكبدها منذ انهيار اسواق الاسهم عام 1987.

كما ادت حالة الهلع التي اجتاحت الاسواق الى تعليق التعاملات في البورصات الروسية والنمساوية والايسلندية والرومانية والاوكرانية والبرازيلية والاندونيسية.

وقد تدهور سعر الجنيه الاسترليني الى اقل قيمة له مقابل الدولار الامريكي منذ خمس سنوات، كما انخفض سعر النفط الخام الى ادنى قيمة له منذ أكثر من 12 شهرا.

ليست هناك تعليقات: